بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد،،
(( النيتروجين والفسفور في القرآن وتأثيرهما على النبات ))
لا شك أن القرآن الكريم يحمل من المعاني والآيات فمنها الظاهرة التي علمها الله لنبيه الكريم ومنها الباطنة والتي يعجز عنها أكثر العلماء علماً أن يفسروها.
ولقد وفقني الله سبحانه وتعالى وأعانني على الوصول لبعض مظاهر الإعجاز العلمي في بعض الآيات وأدعو الله أن ينفعنا بهذا العمل فهو نعم المولى ونعم النصير.
والآيات التي بها صور الإعجاز العلمي والتي تبدوا واضحة المعالم لكل من بتدبر القرآن الكريم ويحاول تفهم قدرة المولى سبحانه وتعالى في هذه الحياة الدنيا هي.
الآية الأولي [أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ [الزمر : 21]
الآية الثانية [اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحديد : 20]
الآية الثالثة [وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً [الكهف : 45]
الآية الرابعة [ا ِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [يونس : 24
الآية الخامسة [وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً [الكهف :32: 33]
الآية السادسة [وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ*َوجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ* لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ [يس 33: 35]
الآية السابعة [فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ* َأنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً* ُثمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّا ً* وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَّتَاعاً ً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ * [عبس من الآية24: 32]
الآية الثامنة [ وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً ]
[النبأ 14 :16]
الآية التاسعة [وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [الأنعام : 99]
الآية العاشرة [ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ]
[الحج : 63]
الآية الحادية عشرة
وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً * َأوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً [الإسراء 90 : 91]
الآية الثانية عشرةَ
وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ * فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ [المؤمنون 18 : 19]
وقبل البدء في عرض صور الإعجاز العلمي لتلك الآيات الكريمات يجب علينا توضيح وإبانة بعض المعلومات التي تساعدنا على فهم صور الإعجاز العلمي في تلك الآيات السابقة حيث أن الإعجاز العلمي في تلك الآيات يدور حول أعراض نقص العناصر الغذائية علي النبات والعلاقة بين تلك العناصر وكيفية تواجدها في الماء والعلاقة بين سقوط المطر والعناصر الغذائية.
فمن أمثلة العناصر الغذائية للنبات هو عنصر النيتروجين ورمزه الكيميائي هو N ووزنه الجزيئى 14 ويعتبر عنصر النيتروجين من العناصر الغذائية الهامة في تغذية النبات حيث يحتاجه النبات بكميات كبيرة وتتراوح نسبته في النباتات المختلفة من 1.5 % : 4 % وأهمية النيتروجين للنباتات هي .
1- يتحد مع المركبات الكربونية المتكونة في النبات ليكون العديد من المركبات العضوية المختلفة ذات الأهمية الأساسية لنمو النبات وتطوره مثل الكلوروفيل ، والبروتوبلازم ، الأحماض الأمينية ، البروتينات ، الفيتامينات ، الأنزيمات0
2- يزيد من تطور ونمو كل الأنسجة النباتية الحية 0
3- يحسن من جودة الأوراق ومحاصيل الأعلاف .
وكلما زادت كمية النيتروجين المقدمة للنبات كلما زادت حجم الأوراق وحجم النبات ويقل تشعب ونمو الجذور أي أن النبات يتجه للنمو الخضري ولا يدخل في طور النمو الزهري طالما أن نسبة النيتروجين زائدة عن احتياجاته.
ولكن إذا كانت كمية النيتروجين قليلة ولا تفي باحتياجات النبات فتظهر على النبات أعراض نقص النيتروجين وهي عبارة عن الآتي .
1- يحدث إعاقة لنمو النبات أي يكون النبات قصيرا والسيقان رفيعة والأوراق صغيرة.
2- يسود اللون الأصفر على النبات ( في منطقة النموات القديمة ) ويدخل النبات في طور النمو الزهري بسرعة .
وأيضا من أمثلة العناصر المغذية والضرورية للنبات عنصر الفسفور رغم وجود هذا العنصر بكميات أقل من عنصر النيتروجين إلا أنه يمثل أهمية عظمى للنبات حيث يمتص النبات هذا العنصر وذلك لأنه يعتبر مكون أساسي للفوسفاتيدات – الأحماض النووية DNA RNA والبروتينات ومساعدات الإنزيم ATP ADP AMP كما أنه يدخل في تركيب العديد من الأحماض الأمينية وأيضا الفسفور ضروري لانقسام الخلايا والكروموسومات ونمو الجذور كما أنه ضر روى للنمو القمة المريستيمية وضروري لتكوين البذور والثمار و لعملية التزهير.
ويجب الإشارة إلى أن عنصر الفوسفور هو المسئول عن عملية التزهير وبدونه لا يحدث أي تزهير للنباتات كذلك لتكوين حبوب اللقاح ولنشاط مبايض الأزهار.
وإذا كانت كمية الفسفور قليلة ولا تفي باحتياجات النبات فتظهر على النبات أعراض نقصه وهي:
1- ظهور المجموع الخضري بلون أخضر داكن غالبا ما يتحول إلى اللون الأحمر أو الأرجواني
2- في بعض الأحيان تتحول الأوراق السفلية المسنة إلى اللون الأصفر وتجف0
3- وتظهر ساق النباتات رفيعة والمجموع الجذري قليل جدا 0
ويجب التنبيه والإشارة إلى وجود علاقة عكسية بين عنصري النيتروجين والفسفور وهذه العلاقة تسمي التضاد الأيوني ANTAGONISM بمعنى أن النبات إذا امتص كمية كبيرة من النيتروجين فبالتالي لا يمتص الفسفور إلا بكميات قليلة جدا فتظهر على النبات أعراض زيادة النيتروجين وهي زيادة النمو الخضري وطول النبات وزيادة حجم الأوراق وفي نفس الوقت تظهر أعراض نقص الفسفور وهي اصفرار الأوراق المسنه وعدم دخول النبات في الطور الزهري وحدوث ظاهرة الرقاد للنبات أما إذا زادت كمية الفوسفور المعطاة للنبات فإنه يدخل في طور النمو الزهري بسرعة ويتجه لتكوين الثمار والبذور.ويجب الإشارة إلى أن أملاح عنصر الفوسفور شحيحة الذوبان فى الماء لذلك عند إذابتها يجب أن تكون عملية الذوبان و التحريك بقوة0
عملية سقوط الأمطار
عندما تصطدم السحب ببعضها يحدث شرر كهربي فيما يعرف بظاهرة البرق هذا الشرر الكهربي يؤدى إلى أكسدة غاز النيتروجين وتصل هذه الأكاسيد النيتروجينية مع ماء المطر إلى الأرض كما تساعد الأشعة الفوق بنفسجية على اتحاد النيتروجين مع الهيدروجين لتكوين غاز الأمونيا حيث يذوب بدوره في الماء وهذا يفسر وجود عنصر النيتروجين مع ماء المطر كما يتضح من المعادلات الآتية:
N2+O2 2NO
3NO+3O2 3NO2+H2O 2HNO+NO
والآن سوف نبدأ في توضيح الإعجاز العلمي في تلك الآيات السابقة
[أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ [الزمر : 21]
كلمة (يهيج) بها إعجاز علمي وهي تعنى زيادة طول النبات عن الطول المناسب له وذكرها الله للدلالة على أن النبات قد زاد طوله بسبب زيادة النيتروجين الموجود في مياه الأمطار.
(مصفرا) بها إعجاز علمي و ذكرها الله للدلالة على أن النبات حدث له اصفرار وذلك بسب نقص الفوسفور .كما أن الله سبحانه و تعالى لم يذكر فى هذه الآية حدوث أى تزهير أو تكوين للثمار .
(حطاما ) بها إعجاز علمي و ذكرها الله للدلالة على أن حياة النبات قد انتهت بسبب طول ساق النبات و رفعها كذلك بسبب قلة تفرع الجذور وعدم تثبيت النبات في الأرض جيدا مما أتاحت الفرصة بالحدوث ظاهرة الرقاد بسبب الرياح.
ولحروف العطف وقواعد اللغة العربية أثر واضح في إظهار وتوضيح مظاهر الإعجاز العلمي في تلك الآية السابقة حيث في قول الله سبحانه وتعالى [فسلكه] أشار الله سبحانه وتعالى أن ماء المطر يتكون و يتجمع على هيئة ينابيع بسرعة لذلك استخدم الله حرف الفاء للتعقيب والسرعة ثم في قوله تعالى (ثم يخرج به زرعا) استخدم الله حرف العطف (ثم) للدلالة على التعقيب و التراخي اى أن النبات أخذ فترة من الزمن ليخرج من الأرض ثم في قوله [ثم يهيج] استخدم الله حرف العطف (ثم) للدلالة على التعقيب والتراخي أي أن النبات أخذ فتره من الزمن حتى يصل إلى الطول الزائد وذلك بسبب زيادة النيتروجين أما في قوله [فتراه مصفرا] الذي يدل على أن النبات حدث له اصفرار بسبب نقص الفوسفور واستخدم الله حرف الفاء في قوله( فتراه مصفرا) للدلالة على أن المرحلة التي يحدث فيها تأثير زيادة النيتروجين هي نفس المرحلة التي يحدث فيها تأثير نقص الفوسفور ثم في قوله [ثم يجعله حطاما] استخدم الله حرف العطف ( ثم) للدلالة على أن النبات يأخذ فترة من الزمن حتى تحدث له ظاهرة الرقاد والموت دون حدوث أي إزهار أو إثمار له 0
و الآية التي تقول[اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحديد : 20]
نرى أن كلمات يهيج ,مصفرا ,ثم يكون حطاما تحمل نفس مظاهر الإعجاز العلمي كما فى الآيات السابقة من سورة الزمر اى أن النبات الذي يهيج بسبب زيادة عنصر النيتروجين الموجود فى ماء المطر وبسبب تلك الزيادة من النيتروجين حدث نقص للفسفور داخل النبات فحدث له اصفرار ثم أصبح النبات حطاما ولم يحدث له إزهار أو إثمار كما أن طريقة استخدام حروف العطف تتشابه مع طريقة استخدامها في الآيات السابقة من سورة الزمر0
ويقصد الله سبحانه و تعالى أن يعلمنا و يبين لنا أن من يتخذ الحياة الدنيا لعبا ولا يعمل الصالحات من أجل الفوز برحمة الله و دخول الجنة مثل النبات الذي ينمو و يكبر دون أن يحدث له إزهار أو إثمار 0
َأما الآية التالية (واضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً) [الكهف : 45]
في تلك الآية الكريمة يعلمنا الله سبحانه و تعالى أن الحياة الدنيا ليس لها قيمة و أنها زائلة و ذلك مثل الماء الذي ينزل من السماء وبه كمية من النيتروجين و يختلط بالنبات سواء كان هذا الاختلاط بالنبات عن طريق امتصاص النبات للماء عن طريق الجذور أو سقوط الماء مباشرة على النبات فيما يسمى بالتسميد الخضري أو التسميد الورقى فيكبر النبات ويكون حجمه أكبر من الحجم الطبيعي فيكون النبات هشيما أي ضعيفا تهزه الرياح0
أما الآية التالية [ ِانَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (يونس : 24) فيقصد الله سجانه و تعالى أن يقول أن الماء الذي ينزل من السماء و الذي به كمية من النيتروجين ويختلط بالنباتات فتكون النباتات النامية في الأرض كبيرة الحجم و ذات لون أخضر وجميلة فيظن الناس أن
كمية الثمار ستكون كثيرة 0 و لكن هذا لن يحدث لأن كمية النيتروجين الموجودة في ماء المطر تعوق النبات لامتصاص الفسفور و لا يحدث إزهار أو إثمار0
والآية التالية( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً *كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً [الكهف :32: 33]
يقول الله سبحانه وتعالى أن هناك جنتين من نخيل و أعناب و قد حدث لهذة النباتات أنها آتت أكلها أي حدث إزهار و إثمار لأن مصدر ري هذة النباتات هو مياه أرضية لنهر و هذة المياه آتية من باطن الأرض 0و ذكر الله كلمة( فجرنا )للدلالة على أن المياه التي خرجت من باطن الأرض كانت تندفع بقوة ولذلك أذابت الأملاح المحتوية على عنصر الفسفور التي هي شحيحة الذوبان و لا تذوب إلا بالتحريك بقوة 0
أما الآية التالية[وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ*وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ*لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ [يس 33: 34: 35] قال الله سبحانه وتعالى أن تلك الأرض أخرج منها نباتات وحدث لها إزهار وإثمار لأن مصدر مياه الري هنا عبارة عن مياه العيون وذكر الله تعالى كلمة ( وفجرنا ) للدلالة على أن مياه العيون هي مياه تخرج من باطن الأرض في صورة مندفعة وبقوة مما أذابت أملاح الفسفور الشحيحة الذوبان وجعلتها في صورة ميسرة للنبات
أما الآية التالية [ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * َأنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً* ُثمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّا ً* وَعِنَباً وَقَضْباً * َوزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَّتَاعاً ً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ * [عبس من الآية24: 32] أشار الله سبحانه وتعالى أن مصدر الري هنا للنباتات هو ماء المطر والدليل على ذلك هو قول الله تعالى [أنا صببنا الماء صبا] حيث كلمة صببنا تعنى نزول الماء من مكان مرتفع إلى مكان منخفض و الغريب في ذلك أن ماء المطر يحتوى على عنصر النيتروجين الذي يعمل على توجيه النبات للنمو الخضري ولكن أشار الله سبحانه وتعالى في تلك الآية الكريمة أن النباتات حدث لها إزهار وإثمار وتفسير ذلك أن كلمة( صببنا ) تعنى نزول الماء على الأرض من مكان مرتفع إلى مكان منخفض بقوة شديدة هذه القوة عملت على إذابة الأملاح المحتوية علي عنصر الفسفور حيث أن أملاح عنصر الفسفور شحيحة الذوبان ولا يذوب إلا إذا كان عملية الذوبان لها تتم عن طريق التحريك بقوة كما أن كلمة [شققنا] تحمل إعجازا علمياً أيضاً وهى تدل على أن الماء المنصب بقوة قد وصل إلى ما تحت سطح الأرض مما أتاح الفرصة لذلك الماء ليذيب أملاح عنصر الفسفور.
والآية التالية تــقـــول [ وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً * [النبأ 14 :16] أشار الله سبحانه وتعالى في تلك الآية الكريمة أن مصدر المياه هو ماء المطر حيث أن كلمة [المعصرات] والتي تعنى السحاب ثم ذكر الله سبحانه وتعالى أن النباتات هنا قد حدث لها إزهار وإثمار وتكونت الحبوب مع العلم أن ماء المطر يحتوى عنصر النيتروجين الذي يعمل على توجيه النبات للنمو الخضري ولكن الإزهار و الإثمار حدث بواسطة عنصر الفسفور الذي تكون نتيجة اصطدام قطرات ماء المطر بالأرض بقوة والدليل على ذلك قول الله (ثجاجا) وهذه الكلمة تعنى نزول الماء من أعلى لأسفل بقوة أي أن ماء المطر كان شديد الانصباب0
والآية التالية [ وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [الأنعام : 99]
نلاحظ أن الله أشار أن مصدر الري هو ماء المطر الذي يحتوى على عنصر النيتروجين ثم اتبع قوله (فأخرجنا منه خضرا) لان ماء المطر يحتوى على النيتروجين الذي يوجه النبات للنمو الخضري ثم اتبع الله قوله(نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً ) أي قد يحدث إزهار و إثمار وذلك إذا توفرت الظروف التي توجه النباتات للنمو الزهري ولذلك قال الله سبحانه وتعالى (انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ )
والآية التالية [ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ]
[الحج : 63]
في تلك الآية نلاحظ أنا الماء المستخدم هو ماء المطر الذي به عنصر النيتروجين المسئول عن النمو الخضري للنبات وبالتالي أصبحت الأرض مخضرة ولم يذكر الله سبحانه وتعالى حدوث أي إزهار أو إثمار للنباتات وذلك لعدم توافر عنصر الفسفور.
والآية التالية وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً * َأوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً [الإسراء 90 : 91]
نلاحظ في هذه الآيات أنه قد حدث إزهار وإثمار للنباتات حيث قال الله ( نخيل وعنب ) وهذه نباتات مزهرة ومثمرة والإزهار والإثمار تم حدوثهما بسبب توافر عنصر الفسفور في الماء ومصدر الماء هنا هو ماء أرضى مع العلم أن الفسفور شحيح الذوبان في الماء ولا يذاب في الماء إلا إذا كانت عملية الذوبان تتم بقوة وقد حدث الذوبان هنا للفسفور باستخدام القوة والدليل على ذلك قول الله تعالى
( تفجر _ فتفجر _ تفجيراً )
والآية التالية ( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ * فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) [المؤمنون 18 : 19]
في تلك الآية نلاحظ أن الماء هو ماء المطر الذي يتواجد فيه عنصر النيتروجين المسئول عن النمو الخضري للنبات ولكننا نلاحظ أن النباتات في هذه الآية حدث لها إزهار وإثمار كما قال الله تعالى ( فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ) والإزهار يحدث بسبب توافر عنصر الفسفور الذي تواجد في الماء ولكن كيف تواجد الفسفور في الماء ؟! ...قال الله تعالى (فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ) وهذا يعنى أن ماء المطر تم تخزينه في باطن الأرض لفترة من الزمن مما أتاح الفرصة لعنصر الفسفور الشحيح الذوبان في الماء أن يذوب في الماء وحيث أن الماء الموجود في باطن الأرض لا يتم استخراجه إلا عن طريق حفر آبار وسحب هذا الماء بقوة لأعلى أو خروج الماء بطريقة طبيعية مثل حدوث انشقاق للأرض أو تفجر الأرض وتكون الينابيع وهذه القوى هي التي تعمل على إذابة الفسفور
و في النهاية أدعو كل إنسان سواء كان مسلما أو غير مسلم أن يقرأ القرآن الكريم ويتدبر كل معانيه كي يزداد نورا وهدى 000والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
مقدم هذا البحث/ أيمن أبوالمكارم حسن عبدالنعيم 00
بكالوريوس الزراعة جامعة المنيا 2001م
Email : aymansoap@yahoo.com
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد،،
(( النيتروجين والفسفور في القرآن وتأثيرهما على النبات ))
لا شك أن القرآن الكريم يحمل من المعاني والآيات فمنها الظاهرة التي علمها الله لنبيه الكريم ومنها الباطنة والتي يعجز عنها أكثر العلماء علماً أن يفسروها.
ولقد وفقني الله سبحانه وتعالى وأعانني على الوصول لبعض مظاهر الإعجاز العلمي في بعض الآيات وأدعو الله أن ينفعنا بهذا العمل فهو نعم المولى ونعم النصير.
والآيات التي بها صور الإعجاز العلمي والتي تبدوا واضحة المعالم لكل من بتدبر القرآن الكريم ويحاول تفهم قدرة المولى سبحانه وتعالى في هذه الحياة الدنيا هي.
الآية الأولي [أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ [الزمر : 21]
الآية الثانية [اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحديد : 20]
الآية الثالثة [وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً [الكهف : 45]
الآية الرابعة [ا ِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [يونس : 24
الآية الخامسة [وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً [الكهف :32: 33]
الآية السادسة [وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ*َوجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ* لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ [يس 33: 35]
الآية السابعة [فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ* َأنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً* ُثمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّا ً* وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَّتَاعاً ً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ * [عبس من الآية24: 32]
الآية الثامنة [ وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً ]
[النبأ 14 :16]
الآية التاسعة [وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [الأنعام : 99]
الآية العاشرة [ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ]
[الحج : 63]
الآية الحادية عشرة
وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً * َأوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً [الإسراء 90 : 91]
الآية الثانية عشرةَ
وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ * فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ [المؤمنون 18 : 19]
وقبل البدء في عرض صور الإعجاز العلمي لتلك الآيات الكريمات يجب علينا توضيح وإبانة بعض المعلومات التي تساعدنا على فهم صور الإعجاز العلمي في تلك الآيات السابقة حيث أن الإعجاز العلمي في تلك الآيات يدور حول أعراض نقص العناصر الغذائية علي النبات والعلاقة بين تلك العناصر وكيفية تواجدها في الماء والعلاقة بين سقوط المطر والعناصر الغذائية.
فمن أمثلة العناصر الغذائية للنبات هو عنصر النيتروجين ورمزه الكيميائي هو N ووزنه الجزيئى 14 ويعتبر عنصر النيتروجين من العناصر الغذائية الهامة في تغذية النبات حيث يحتاجه النبات بكميات كبيرة وتتراوح نسبته في النباتات المختلفة من 1.5 % : 4 % وأهمية النيتروجين للنباتات هي .
1- يتحد مع المركبات الكربونية المتكونة في النبات ليكون العديد من المركبات العضوية المختلفة ذات الأهمية الأساسية لنمو النبات وتطوره مثل الكلوروفيل ، والبروتوبلازم ، الأحماض الأمينية ، البروتينات ، الفيتامينات ، الأنزيمات0
2- يزيد من تطور ونمو كل الأنسجة النباتية الحية 0
3- يحسن من جودة الأوراق ومحاصيل الأعلاف .
وكلما زادت كمية النيتروجين المقدمة للنبات كلما زادت حجم الأوراق وحجم النبات ويقل تشعب ونمو الجذور أي أن النبات يتجه للنمو الخضري ولا يدخل في طور النمو الزهري طالما أن نسبة النيتروجين زائدة عن احتياجاته.
ولكن إذا كانت كمية النيتروجين قليلة ولا تفي باحتياجات النبات فتظهر على النبات أعراض نقص النيتروجين وهي عبارة عن الآتي .
1- يحدث إعاقة لنمو النبات أي يكون النبات قصيرا والسيقان رفيعة والأوراق صغيرة.
2- يسود اللون الأصفر على النبات ( في منطقة النموات القديمة ) ويدخل النبات في طور النمو الزهري بسرعة .
وأيضا من أمثلة العناصر المغذية والضرورية للنبات عنصر الفسفور رغم وجود هذا العنصر بكميات أقل من عنصر النيتروجين إلا أنه يمثل أهمية عظمى للنبات حيث يمتص النبات هذا العنصر وذلك لأنه يعتبر مكون أساسي للفوسفاتيدات – الأحماض النووية DNA RNA والبروتينات ومساعدات الإنزيم ATP ADP AMP كما أنه يدخل في تركيب العديد من الأحماض الأمينية وأيضا الفسفور ضروري لانقسام الخلايا والكروموسومات ونمو الجذور كما أنه ضر روى للنمو القمة المريستيمية وضروري لتكوين البذور والثمار و لعملية التزهير.
ويجب الإشارة إلى أن عنصر الفوسفور هو المسئول عن عملية التزهير وبدونه لا يحدث أي تزهير للنباتات كذلك لتكوين حبوب اللقاح ولنشاط مبايض الأزهار.
وإذا كانت كمية الفسفور قليلة ولا تفي باحتياجات النبات فتظهر على النبات أعراض نقصه وهي:
1- ظهور المجموع الخضري بلون أخضر داكن غالبا ما يتحول إلى اللون الأحمر أو الأرجواني
2- في بعض الأحيان تتحول الأوراق السفلية المسنة إلى اللون الأصفر وتجف0
3- وتظهر ساق النباتات رفيعة والمجموع الجذري قليل جدا 0
ويجب التنبيه والإشارة إلى وجود علاقة عكسية بين عنصري النيتروجين والفسفور وهذه العلاقة تسمي التضاد الأيوني ANTAGONISM بمعنى أن النبات إذا امتص كمية كبيرة من النيتروجين فبالتالي لا يمتص الفسفور إلا بكميات قليلة جدا فتظهر على النبات أعراض زيادة النيتروجين وهي زيادة النمو الخضري وطول النبات وزيادة حجم الأوراق وفي نفس الوقت تظهر أعراض نقص الفسفور وهي اصفرار الأوراق المسنه وعدم دخول النبات في الطور الزهري وحدوث ظاهرة الرقاد للنبات أما إذا زادت كمية الفوسفور المعطاة للنبات فإنه يدخل في طور النمو الزهري بسرعة ويتجه لتكوين الثمار والبذور.ويجب الإشارة إلى أن أملاح عنصر الفوسفور شحيحة الذوبان فى الماء لذلك عند إذابتها يجب أن تكون عملية الذوبان و التحريك بقوة0
عملية سقوط الأمطار
عندما تصطدم السحب ببعضها يحدث شرر كهربي فيما يعرف بظاهرة البرق هذا الشرر الكهربي يؤدى إلى أكسدة غاز النيتروجين وتصل هذه الأكاسيد النيتروجينية مع ماء المطر إلى الأرض كما تساعد الأشعة الفوق بنفسجية على اتحاد النيتروجين مع الهيدروجين لتكوين غاز الأمونيا حيث يذوب بدوره في الماء وهذا يفسر وجود عنصر النيتروجين مع ماء المطر كما يتضح من المعادلات الآتية:
N2+O2 2NO
3NO+3O2 3NO2+H2O 2HNO+NO
والآن سوف نبدأ في توضيح الإعجاز العلمي في تلك الآيات السابقة
[أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ [الزمر : 21]
كلمة (يهيج) بها إعجاز علمي وهي تعنى زيادة طول النبات عن الطول المناسب له وذكرها الله للدلالة على أن النبات قد زاد طوله بسبب زيادة النيتروجين الموجود في مياه الأمطار.
(مصفرا) بها إعجاز علمي و ذكرها الله للدلالة على أن النبات حدث له اصفرار وذلك بسب نقص الفوسفور .كما أن الله سبحانه و تعالى لم يذكر فى هذه الآية حدوث أى تزهير أو تكوين للثمار .
(حطاما ) بها إعجاز علمي و ذكرها الله للدلالة على أن حياة النبات قد انتهت بسبب طول ساق النبات و رفعها كذلك بسبب قلة تفرع الجذور وعدم تثبيت النبات في الأرض جيدا مما أتاحت الفرصة بالحدوث ظاهرة الرقاد بسبب الرياح.
ولحروف العطف وقواعد اللغة العربية أثر واضح في إظهار وتوضيح مظاهر الإعجاز العلمي في تلك الآية السابقة حيث في قول الله سبحانه وتعالى [فسلكه] أشار الله سبحانه وتعالى أن ماء المطر يتكون و يتجمع على هيئة ينابيع بسرعة لذلك استخدم الله حرف الفاء للتعقيب والسرعة ثم في قوله تعالى (ثم يخرج به زرعا) استخدم الله حرف العطف (ثم) للدلالة على التعقيب و التراخي اى أن النبات أخذ فترة من الزمن ليخرج من الأرض ثم في قوله [ثم يهيج] استخدم الله حرف العطف (ثم) للدلالة على التعقيب والتراخي أي أن النبات أخذ فتره من الزمن حتى يصل إلى الطول الزائد وذلك بسبب زيادة النيتروجين أما في قوله [فتراه مصفرا] الذي يدل على أن النبات حدث له اصفرار بسبب نقص الفوسفور واستخدم الله حرف الفاء في قوله( فتراه مصفرا) للدلالة على أن المرحلة التي يحدث فيها تأثير زيادة النيتروجين هي نفس المرحلة التي يحدث فيها تأثير نقص الفوسفور ثم في قوله [ثم يجعله حطاما] استخدم الله حرف العطف ( ثم) للدلالة على أن النبات يأخذ فترة من الزمن حتى تحدث له ظاهرة الرقاد والموت دون حدوث أي إزهار أو إثمار له 0
و الآية التي تقول[اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحديد : 20]
نرى أن كلمات يهيج ,مصفرا ,ثم يكون حطاما تحمل نفس مظاهر الإعجاز العلمي كما فى الآيات السابقة من سورة الزمر اى أن النبات الذي يهيج بسبب زيادة عنصر النيتروجين الموجود فى ماء المطر وبسبب تلك الزيادة من النيتروجين حدث نقص للفسفور داخل النبات فحدث له اصفرار ثم أصبح النبات حطاما ولم يحدث له إزهار أو إثمار كما أن طريقة استخدام حروف العطف تتشابه مع طريقة استخدامها في الآيات السابقة من سورة الزمر0
ويقصد الله سبحانه و تعالى أن يعلمنا و يبين لنا أن من يتخذ الحياة الدنيا لعبا ولا يعمل الصالحات من أجل الفوز برحمة الله و دخول الجنة مثل النبات الذي ينمو و يكبر دون أن يحدث له إزهار أو إثمار 0
َأما الآية التالية (واضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً) [الكهف : 45]
في تلك الآية الكريمة يعلمنا الله سبحانه و تعالى أن الحياة الدنيا ليس لها قيمة و أنها زائلة و ذلك مثل الماء الذي ينزل من السماء وبه كمية من النيتروجين و يختلط بالنبات سواء كان هذا الاختلاط بالنبات عن طريق امتصاص النبات للماء عن طريق الجذور أو سقوط الماء مباشرة على النبات فيما يسمى بالتسميد الخضري أو التسميد الورقى فيكبر النبات ويكون حجمه أكبر من الحجم الطبيعي فيكون النبات هشيما أي ضعيفا تهزه الرياح0
أما الآية التالية [ ِانَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (يونس : 24) فيقصد الله سجانه و تعالى أن يقول أن الماء الذي ينزل من السماء و الذي به كمية من النيتروجين ويختلط بالنباتات فتكون النباتات النامية في الأرض كبيرة الحجم و ذات لون أخضر وجميلة فيظن الناس أن
كمية الثمار ستكون كثيرة 0 و لكن هذا لن يحدث لأن كمية النيتروجين الموجودة في ماء المطر تعوق النبات لامتصاص الفسفور و لا يحدث إزهار أو إثمار0
والآية التالية( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً *كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً [الكهف :32: 33]
يقول الله سبحانه وتعالى أن هناك جنتين من نخيل و أعناب و قد حدث لهذة النباتات أنها آتت أكلها أي حدث إزهار و إثمار لأن مصدر ري هذة النباتات هو مياه أرضية لنهر و هذة المياه آتية من باطن الأرض 0و ذكر الله كلمة( فجرنا )للدلالة على أن المياه التي خرجت من باطن الأرض كانت تندفع بقوة ولذلك أذابت الأملاح المحتوية على عنصر الفسفور التي هي شحيحة الذوبان و لا تذوب إلا بالتحريك بقوة 0
أما الآية التالية[وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ*وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ*لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ [يس 33: 34: 35] قال الله سبحانه وتعالى أن تلك الأرض أخرج منها نباتات وحدث لها إزهار وإثمار لأن مصدر مياه الري هنا عبارة عن مياه العيون وذكر الله تعالى كلمة ( وفجرنا ) للدلالة على أن مياه العيون هي مياه تخرج من باطن الأرض في صورة مندفعة وبقوة مما أذابت أملاح الفسفور الشحيحة الذوبان وجعلتها في صورة ميسرة للنبات
أما الآية التالية [ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * َأنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً* ُثمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّا ً* وَعِنَباً وَقَضْباً * َوزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَّتَاعاً ً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ * [عبس من الآية24: 32] أشار الله سبحانه وتعالى أن مصدر الري هنا للنباتات هو ماء المطر والدليل على ذلك هو قول الله تعالى [أنا صببنا الماء صبا] حيث كلمة صببنا تعنى نزول الماء من مكان مرتفع إلى مكان منخفض و الغريب في ذلك أن ماء المطر يحتوى على عنصر النيتروجين الذي يعمل على توجيه النبات للنمو الخضري ولكن أشار الله سبحانه وتعالى في تلك الآية الكريمة أن النباتات حدث لها إزهار وإثمار وتفسير ذلك أن كلمة( صببنا ) تعنى نزول الماء على الأرض من مكان مرتفع إلى مكان منخفض بقوة شديدة هذه القوة عملت على إذابة الأملاح المحتوية علي عنصر الفسفور حيث أن أملاح عنصر الفسفور شحيحة الذوبان ولا يذوب إلا إذا كان عملية الذوبان لها تتم عن طريق التحريك بقوة كما أن كلمة [شققنا] تحمل إعجازا علمياً أيضاً وهى تدل على أن الماء المنصب بقوة قد وصل إلى ما تحت سطح الأرض مما أتاح الفرصة لذلك الماء ليذيب أملاح عنصر الفسفور.
والآية التالية تــقـــول [ وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً * [النبأ 14 :16] أشار الله سبحانه وتعالى في تلك الآية الكريمة أن مصدر المياه هو ماء المطر حيث أن كلمة [المعصرات] والتي تعنى السحاب ثم ذكر الله سبحانه وتعالى أن النباتات هنا قد حدث لها إزهار وإثمار وتكونت الحبوب مع العلم أن ماء المطر يحتوى عنصر النيتروجين الذي يعمل على توجيه النبات للنمو الخضري ولكن الإزهار و الإثمار حدث بواسطة عنصر الفسفور الذي تكون نتيجة اصطدام قطرات ماء المطر بالأرض بقوة والدليل على ذلك قول الله (ثجاجا) وهذه الكلمة تعنى نزول الماء من أعلى لأسفل بقوة أي أن ماء المطر كان شديد الانصباب0
والآية التالية [ وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [الأنعام : 99]
نلاحظ أن الله أشار أن مصدر الري هو ماء المطر الذي يحتوى على عنصر النيتروجين ثم اتبع قوله (فأخرجنا منه خضرا) لان ماء المطر يحتوى على النيتروجين الذي يوجه النبات للنمو الخضري ثم اتبع الله قوله(نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً ) أي قد يحدث إزهار و إثمار وذلك إذا توفرت الظروف التي توجه النباتات للنمو الزهري ولذلك قال الله سبحانه وتعالى (انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ )
والآية التالية [ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ]
[الحج : 63]
في تلك الآية نلاحظ أنا الماء المستخدم هو ماء المطر الذي به عنصر النيتروجين المسئول عن النمو الخضري للنبات وبالتالي أصبحت الأرض مخضرة ولم يذكر الله سبحانه وتعالى حدوث أي إزهار أو إثمار للنباتات وذلك لعدم توافر عنصر الفسفور.
والآية التالية وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً * َأوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً [الإسراء 90 : 91]
نلاحظ في هذه الآيات أنه قد حدث إزهار وإثمار للنباتات حيث قال الله ( نخيل وعنب ) وهذه نباتات مزهرة ومثمرة والإزهار والإثمار تم حدوثهما بسبب توافر عنصر الفسفور في الماء ومصدر الماء هنا هو ماء أرضى مع العلم أن الفسفور شحيح الذوبان في الماء ولا يذاب في الماء إلا إذا كانت عملية الذوبان تتم بقوة وقد حدث الذوبان هنا للفسفور باستخدام القوة والدليل على ذلك قول الله تعالى
( تفجر _ فتفجر _ تفجيراً )
والآية التالية ( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ * فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) [المؤمنون 18 : 19]
في تلك الآية نلاحظ أن الماء هو ماء المطر الذي يتواجد فيه عنصر النيتروجين المسئول عن النمو الخضري للنبات ولكننا نلاحظ أن النباتات في هذه الآية حدث لها إزهار وإثمار كما قال الله تعالى ( فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ) والإزهار يحدث بسبب توافر عنصر الفسفور الذي تواجد في الماء ولكن كيف تواجد الفسفور في الماء ؟! ...قال الله تعالى (فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ) وهذا يعنى أن ماء المطر تم تخزينه في باطن الأرض لفترة من الزمن مما أتاح الفرصة لعنصر الفسفور الشحيح الذوبان في الماء أن يذوب في الماء وحيث أن الماء الموجود في باطن الأرض لا يتم استخراجه إلا عن طريق حفر آبار وسحب هذا الماء بقوة لأعلى أو خروج الماء بطريقة طبيعية مثل حدوث انشقاق للأرض أو تفجر الأرض وتكون الينابيع وهذه القوى هي التي تعمل على إذابة الفسفور
و في النهاية أدعو كل إنسان سواء كان مسلما أو غير مسلم أن يقرأ القرآن الكريم ويتدبر كل معانيه كي يزداد نورا وهدى 000والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
مقدم هذا البحث/ أيمن أبوالمكارم حسن عبدالنعيم 00
بكالوريوس الزراعة جامعة المنيا 2001م
Email : aymansoap@yahoo.com